نشرت تحت تصنيف غير مصنّف

كان خلقه القرآن

صورة 

سُئلَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، فقالت:

“كان خلقه القرآن” رواه مسلم.

ما أطيب الحياة حين تكون مع القرآن، فالقرآن روح الحياة:

“وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”

 

فالقرآن ليس حروفًا تتلى فحسب، بل روحٌ ونور!

 فأجعل القرآن لي منهجًا، وحياة، فحين تمر المواقف أجد الآيات لي دليلا ومرشدا:

 فحين أمر بموقف يغضبني، أتذكر: ” وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ”

فأكظم غيظي، وأعفو عمّن أساء.

وحين أريد أن أغتاب أو أسمع من يغتاب، أتذكر: ” وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا” ،

فأحفظ لساني، وعرض أخي.

وحين أرى منكرًا، أتذكر: ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ…”

فأسعى لإنكاره وإزالته..

وحين تألم النفس لمصاب، أتذكر: ”  إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ”

فتستكين النفس، ويكسوها الأمل والرجاء.

 

وهكذا في كل مواقفي، أجد القرآن لي منهجًا، ومخرجًا، بل في حياتي كلها،

فإن مرضت كان لي شفاء، وإن ضاقت نفسي كان لي الأنس والدواء،

وهو لقلبي الربيع في خريف الأيام، فأحيا بقلب معلق بالله وبكتابه،

وأجد معه معنى الحياة.

 

ورسولنا عليه الصلاة والسلام خير قدوة، فقد كان قرآنًا يمشي على الأرض،

“وكان السلف رضوان الله عليهم يعيشون حياتهم مع القرآن، فكان أحدهم إذا بصّر بالآية تبصر، وإذا ذُكر بها تذكر “

 قال ابن مسعود رضي الله عنه: “إذا سمعتَ قول الله تعالى: “يا أيها الذين امنوا..” فأرعها سمعك، فإنها خير يؤمر به، أو شر يُنهى عنه.

 

يــا قــارِئ القـــرآنِ داوِ قلوبَنـــا
بـتـــــلاوةٍ تــــزدانُ بالتـــجـــويــــدِ

يا قـارئ القرآنِ إنّ قلوبَنا عطشى

إلـــى حـــوضِ الهـُــدى المـــورودِ

شرِّف مَسَـــامِعَنــا بآيـــات الهــُدى

وافتَحْ منـــَافـــِذَ دربِنَـــا المســـدودِ

هذا هو القـــرآنُ دستـــورُ الهدى

فيـه الصـــلاحُ لطـــارفٍ وسديـــدِ

قـــُرآنـُنـــَا جِســــرُ النَّجـــاةِ لـنــَـا

بما يَحْويهِ من وَعْـــدٍ لنـَا ووعيدِ

أفتـؤمنـونَ بـِبَعْضِـهِ و بـِبَعْضِـهِ

تتهـــاونــونَ ؟ أذاكَ فِعـــلُ رَشيــدِ ؟*

 

 

رمضان على الأبواب يا أحبة، فلنُقبل على القرآن، ولنجعل من هذه الأيام فرصة لتجديد قلوبنا، وإيقاظها من سُباتها لتحيا بالقرآن، ومع القرآن تدبرًا، وعلمًا، وعملا، فتذوق الأنس والقرب، فتفلح في الدنيا والآخرة.

 

يارب اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا،

واجعله لنا نورًا وحياة.

 و يارب بلغنا رمضان، وارزقنا فيه القرب والإحسان، وفي حياتنا كلها.

 

 

*الأبيات لـ د. العشماوي حفظه الله.

المعلق:

أتوق للجنة

رأيان على “كان خلقه القرآن

  1. يا لسعادتي بحرفكِ نوري ()

    عودًا حميدًا ..

    حرف راااائع بروعة موضوعه ()
    اللهم اجعله ربيييييع القلب
    واجعلنا من أهله دنيا وأخرى (())

    جزاكِ ربي خيرًا نوارتي ()

أضف تعليق