نشرت تحت تصنيف غير مصنّف

كيف حالُ قلبك..؟!

بيوت الله العامرة خلت من حمائمها التي ترتادها مع كلّ نداء :

“حي على الصلاة”، واستبدلت بـ:”صلّوا في بيوتكم”

محالُ اجتماع الناس من أسواق ومقاه، ومتنزهات، أغلقت حتى إشعارٍ آخر!

المطارات المزدحمة، والرحلات المجدولة، ونداء المسافرين، غابت فلم تعد تسمع لها همسًا..!

مُنِع التجول، لأجل المحافظة-بإذن الله على حياة الناس وعافيتهم!

تبدلت الحياة، ولزم الناس دورهم فامتلأت بأهلها، وخلت الشوارع التي لم تعرف الهدوء يومًا في ساعة من ليلٍ أو نهار*!

#كلنا_مسؤول

#السلام_نظر

#الزم_بيتك

شعاراتٌ وأوسمة تحاكي واقعنا اليوم، كلها تدور حول عدم الاختلاط، وعدم الخروج من بيتك خوفًا من أن تصاب بعدوى لفايروس صغير جدًا لا يرى بالعين المجردة، ولكنه أعجز العالم بقوة أثره وسرعة انتشاره، فلم يوجد له حلٌّ إلا أن تفرّ منه، وتجلس في بيتك إلى أن يأذن الله بالفرج..!

عجلة الحياة السريعة، توقفت.!
وصار المنزل هو ميدانك
فمن دخل داره فهو آمن!

ثم ماذا؟
حدثني اليوم عن حال قلبك؟

أنهكته الأحداث؟
يترقب عاجل الفرج؟

يبحث كل يومٍ عن بشارات لتطمئن قلبه؟

يتفاءل باكتشاف علاج قريب؟

أم أنه يريد أن تكون هذه الأحداث مجرد حلم، لا حقيقة..!

كلنا نعيش تلك المشاعر، ونتشارك الأحداث لكن لنتأمل الحدث بنور البصيرة لا بعين البصر..!

١- جميعنا ننتظر الفرج لكن شتان بين من ينتظر مجبرًا ومن ينتظر متعبدا لله محسنًا الظن به، فانتظار الفرج من العبادة،
فأنت مأجور بانتطارك، فاصبر واحتسب هذه الأيام ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ النحل١٢٧

٢- في قلب البلاء ألطاف عديدة، فالله رحيم بعباده، وإن ابتلانا بشيء فقد أبقى لنا أشياء، فقط تأمل لطفه في تفاصيل حياتك، لينشرح فؤادك ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ الشورى١٩

٣- قد يكون ما تكره هو الخير لك عند الله ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ النساء ١٩

تأمل ليس خيرًا فقط، بل “كثيرًا”..، فالله أعلم بحالك منك، فسلم أمرك له..!

٤- ذاك الهم الذي يصيبك هذه الأيام وعند قراءة الإحصائيات للمصابين، أو عند اشتياقك للأحباب وطول البعد، أو …!

لا تعلم كم كفر الله به من خطاياك، قال ﷺ:” مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه” متفقٌ عَلَيهِ.
حتى الشوكة، فكيف بالهموم الأكبر؟ تذكر هذا التكفير كل مرة، نسأل الله أن يرفع بصبرنا درجاتنا في الجنة ..!

٥- انكسار قلبك وامتدادُ كفيك سائلًا ربك أن يرفع هذا البلاء، وقولك: يا رب يا رب، من أعظم الأبواب للقرب من مولاك، وما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور، وكفاك بهذا الانكسار قربًا منه سبحانه..!

“يا من ألـــــــوذ به فيمـــــا أؤمله ومن أعـــــــوذ به مما أحاذره

لا يَجبُر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره”

٦- قال تعالى:” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”الروم41

يقول السعدي رحمه الله في تفسيره:

“أي: فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها.

{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم.

فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة”

فهذه الأيام فرصة للتوبة إلى الله، وتجديد العهد معه، فالله يفرح بتوبة عبده..!

٧- انقلبت الموازين هذه الأيام، وأدركنا أن الماديات واللهث لأجلها لا تُغني نفسًا ولا تبعث اطمئنانًا، وأن العافية لا يعدلها شيء..!

“روى العباسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال سلِ اللَّهَ العافِيةَ، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ” صحيح الترمذي

“ما أنعم الله على عبده *** بنعمة أوفى من العافيهْ

وكل من عوفي في جسمه *** فإنه في عيشة راضيهْ”

٨-أخيرًا..

“الناس في السكينة سواء، فإذا جاءت المحن تباينوا” ابن خلدون
فمن أي صنف ستكون؟

ليرَ الله منك هذا الأيام ما يرضيه فيرضى عنك، “فإذا المخاوف كلهن أمان”..!

اللهم إنا نسألك رضاك، وفرجك..!

٢١/ ٨/ ١٤٤١هـ

المعلق:

أتوق للجنة

رأي واحد على “

  1. الكلام جدا جميل يهون عليك ويخليك تتفكر بالوضع الحالي وتأخذه بنظره مختلفه يعطيك شعور مختلف اتجاه الأزمه ياربي ودي كل العالم تقرأه👌🏻

    اللهم ازل الغمة عن الأمه وعجل بالفرج

أضف تعليق